اخترت مكاناً هادئاً بعيدا عن هرولة و ضوضاء الزملاء لانهاء موضوعاتهم قبل تسليمها لبروفة الطباعه لانهى افراغ الخطابات و تحديد الاعلانات التى ستنشر في صفحة الغد و بينما اسرع اذا بنحنحة يعقبها صوت هادئ خجل ” حضرتك استاذة مفيدة “
– ايوة يا فندم اى خدمة – قلتها و انا ارفع عيني الية فإذا بة رجل في منتصف السبعينات تقريباً اكتسح الشعر الابيض اغلب راسة لكنة لايزال متمسكاً ببعض الشباب في وقفتة و حركاتة يمسك بورقة يحاول فردها ليقدمها الىّ تناولتها منة فإذا هى شعر
حد عايز قلب فاضى
حد عايز قلب فاضى قلب طيب قلب هادى
قلب كلة حنان و عطف يخطفك من الحزن خطف
مستعد يحب حتى قلب عايز ينسى ماضى
طويت الورقة في استعجال اناولها اياة قائلة ” انا مسئولة عن باب النص الحلو لكن الادب و الشعر فالاستاذ محفوظ على المكتب اللى هناك دة – انتبهت لعدم وجودة – اه استناه ثوانى هو جاى “
ثم غرست وجهى مرة اخرى في خطاباتى فإذا بة يقول في خجل شديد ” انا عارف .. انا عايز انزلة في باب النص الحلو “
رفعت راسى الية عاقدة حاجبي قائلة ” لكن ما فيش شعر في الباب “
– لو كملتى الكلام هتعرفي انة يخص بابك – ناولنى الورقة ثم اردف – و انا مستعد لاى تكاليف.
تناولت الورقة مرة اخرى لاكمل
قلب شاري مش ببيعة قلب غالى و مش هيرخص
قلب لسة في عز ربيعه بس نفسة في قلب مخلص
قلب ناوى يحب حبيبة اد كل الناس ما اتحبو
رفعت وجهى الية ” انت عايز انشر دة بس ، مش عايز انشر اى معلومات عنك “
– معلوماتى مش هتخلى حد يقرا حتى الاعلان مين هيدور على واحد بعد السبعين و لسة بيدور على شريك للحياة – قالها بمرارة شديدة – و يا ريت تزودى الكلمتين دول كمان – ناولنى ورقة اخرى كان قد انتهى منها حالاً –
و اللى شوقة في يوم هيجيبة يا هناه و يا فرح قلبة
مين يقرب مين يجرب قلبي ولى قلبي اقرب
– بس يا فند………. يا استاذ يا حضرت طب التليفون – كان قد اختفى بين المهرولين في المكان –
جلست في حنق لا ادرى ماذا افعل دفنت وجهى بين راحتى يدى محاولة لملمة شتات نفسي راجعت الورقتين من جديد ثم شردت في خجلة ، عمرة ، المرارة المطلة من حديثة و الحزن المسيطر على صوتة ” يا ريتنى كنت سالتة حتى هو مطلق و لا ارمل “
فإذا بصرخة لزميل لى تفيقنى من شرودى ” مش فارقة و الله ما هى فارقة تنزلها في نص الصفحة الاولى او اخرها المهم انها في الصفحة الاولى “
– فعلا مش فارقة بس هنزل كل دة ازاى ؟؟
– يلا يا مفيدة البروفة واقفة عليكى انتى
– حاضر .. حاضر ثوان
امسكت قلمى في هرولة فإذا بة يسطر ” اعزائي القراء كل سنة و انتم بخير و في حب فاليوم و العالم يحتفل بعيد الحب سياخذ بابنا ايضا شكل جديد شكل بشكل الحب ليهنئ كل قلب وجد خليلة و يعلن عن قلب لايزال يبحث عن الخليل لذلك سيكون عنواننا كاعلاننا ” حد عايز قلب فاضى ” مع تمنياتى الشخصية لكاتب الكلمات و للجميع بالتوفيق و الحب و ايجاد الخليل “
رين سمير
اهداء الي من اعاد للوجود الوانه