كان كل شئ من حولى مبعث للشجن و اثارة اى زكريات حزينة داخلى .. برودة الجو ..الامطار الغزيرة … ثورة البحر و سير العربات البطئ .
جلست ارقب كل ذلك من خلف زجاج النافذة التى كنت اجلس بجوارها في سيارة الاجرة و ما ساعد اكثر على اشعال شرارة تلك الاحزان نوعية الاغانى التى كان يديرها السائق خاصة ذلك المقطع الذى كانت تقول فية احدى المطربات
على سهوة لية يا دنيا بعد ما عشمتنا
و عيشتنا شوية رجعت موتتنا
و الدنيا من يوميها يا قلبي عودتنا
لما بتدى حاجات اوام تاخد حاجات
سرحت في حركة قطرات المطر و هى تشق طريقهاعلى الزجاج ، تتجمع ، تلتقى ثم تنهمر كالدموع تسقط من العين و حركتها على الوجنتين ، انعش هذا المشهد و التخيل مشهد من الزاكرة لن انساه ما حييت لان تلك الدموع مزقتنى و هى تحفر مجراها داخلى .
كان طفل صغير اعتدت دوما رؤيتة امام محل اللعب في طريقى لعملى ، سمعتة يوماً يتجاذب اطراف الحديث مع طفل اخر و هو يشير الى لعبة فى الواجهه الزجاجية للمحل يحكى لة انة يدخر من مصروفة ليشتريها و انة عندما يحصل عليها سيجعلى يلعب بها معه – لا انكر اننى اعجبت بة و باصرارة – الى ان رايتة يوماً يقف امام المحل يعد بعض النقود في يدية – لا ادرى ما الذى اوقفنى هل لارى لحظة حصولة على حلمة و السعادة و هى تتراقص في عينية ؟ ام لاعطى لنفسي عبرة عن نتيجة الصبر و الاصرار ؟؟
فجأه تقف عربة فارهه يخرج منها رجل يهرول داخل المحل يشير الى العلبة و الى الخارج ، يلتقط البائع اللعبة من الواجهة الزجاجية و هو يقول بصوت مرتفع ” انها اخر قطعه بالمحل ” ثم يخرج يضعها في يد الطفل الواقف بالباب ليمسك بها بدورة وعلى ملامحة مزيج من الدهشة و التساؤل ، ترتسم على ملامحة شبح ابتسامة خائفة من المجهول ، تنتقل نظراتة الزائغة بين اللعبة و البائع .
فجأه يخرج صاحب العربة و معه البائع فيقف ينظر للطفل يلتقط اللعبة من يدية في قسوة قائلا ” لا ليس هذا ابنى و يناولها لطفل اخر بالعربة ثم ينطلق بها مثيراً اتربة الطريق على الطفل الواقف امام المحل في تلك اللحظة رايت حلم الطفل يتمزق ليسقط على الارض مع كل ذرة من اتربة الطريق ظل ينظر الى يدية التى كانت تحتوى املة منذ لحظات و دموعه تتساقط من بين اصابعه و داخلة الاف التساؤلات ” لماذا وضعت فيى يدية ؟ لماذا اخذت منة ؟ ما هى جريمتة ليحدث لة كل ذلك ؟ لماذا ….لماذا ؟”
افقت على وصول السيارة لنهاية الطريق نزلت اسير في تثاقل رهيب كاننى احمل الكون باكملة على اكتافىانظر للمهرولين حولى تحت المطر و داخلى تساؤل واحد يتكرر مع كل وجة تصطدم عينى بة ترى كم لعبة كانت لك تمنيتها من محل الحياة ؟
رين سمير
إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه
1 Comment
ده نصيب … ممكن اللعبة تطلع صيني ومش بتشتغل زي ماهو متخيلها … قياسا على حاجة أكبر الحياة ممكن حاجة نفسك فيها جدا تحاول توصلها وتعمل اللي عليك وتحصل حاجة تحرمك منها … برده نصيب ولعله خير يمكن تطلع برضو الحاجة اللي كنت عايزها دي مش مفيدة ليك أو هتحولك لإنسان مش كويس ممكن جدا تكون متخيلها هدف حياتك ومتوصلهوش عشان تلاقي هدفك الحقيقي الاسمى