فتحت باب الشقة المتواضعه التى تسكنها مع جدتها فإذا بها تجلس قبالة الباب تنتظرها تبتسم لها ، هرولت اليها تضع بين يديها حلوتها المحببة و زجاجة التمر هندى الذى تعشقة و دوائها المكرر
كثيرا هذا …… انتى دائماً تكلفين نفسك هكذا
اليوم اول الشهر اخذت راتبي و وضعت المبلغ المعتاد في البريد – صمتت مداعبة و هى تنظر لجدتها – لكى عندى مفاجاه
ماذا ؟؟؟
اليوم اكتمل المبلغ اللازم للعمرة – قالتها و هى تدور حول نفسها في سعادة طفولية رائعه-
حقاً سنذهب للكعبة الشريفة و اقف على بابها ادعو الله ان يغفر لي و يرحم زوجى و ابنائى و يسترها معك و يفرح قلبك و اقول لة مولاى و اللهى جئتك محملة بالذنوب و الخطايا فاغفرلى انك انت الغفور الرحيم .. احقاً ساذهب للمسجد النبوى و ادخل الى رسول الله صلى الله علية و سلم و اقول لة اهلى و اصحابي و احبابي يهدونك السلام يا رسول الله يا شفيعنا يوم القيامة فاشفع لنا عند الله يغفر لنا ذنوبنا – قالتها و هى تنتفض من البكاء
اقتربت منها تلقفت راسها بين احضانها قائلة : ان شاء الله قريباً … ذهبت لشركة السياحة و وعدتنى الموظفة انهم سيتصلون قريباً لتحديد ميعاد الفوج .. هيا سأعد الغذاء لتأخذى الدواء و نحتفل سوياً و ناكل حلوتك المحببة .
هرولت الى المطبخ تعد الغذاء و هى تحكى لجدتها عندما اخذت المرتب و كيف جلست تقسمة الى اقسامة و عندما ذهبت لمكتب البريد لتضع المبلغ المحدد لكل شهر و جدت انة هناك مبلغ بسيط لازم ليكتمل المبلغ اللازم للعمرة فاقتطعتة من مصروف الشهر و لكن لا يهم ستسير للعمل لمدة اسبوع لتوفر مصروف المواصلات حتى يكفى ما تبقى من المرتب لاخر الشهر ثم عادت تنظر لجدتها من باب المطبخ مباغتة
لا تعنفينني على الحلوى و التمر هندى .. كان يجب ان نحتفل
ثم عادت للمطبخ تنهى الغذاء.. عادت بعد قليل تحمل بضعة اطباق صغيرة وضعتها اما جدتها قائلة : هيا حتى لا يمر موعد الدواء دون ان تاخذية
تنبهت الى ان جدتها لا ترد عليها و لا تعيرها اى اهتمام
جدتى !! ………….. لا مجيب
وضعت يدها على وجة جدتها …. بارد كالثلج اندفعت تضع اذنها على صدر جدتها ……. لا صوت صرختها ” جدتى ” امسكت يدها .. باردة سقطت من بين يديها المرتعشة عادت الى الخلف لتصطدم بالحلوى و زجاجة التمر هندى … هرولت للتليفون اتصلت بالطبيب ثم عادت تجلس بجوارها على الارض تمسك بيدها و تضع راسها على قدمها جدتى .. ارجوكى لا تفعلى بي هذا ….. لا ترحلى و تتركينى .. لم يعد لي سواكى …….. استيقظى ارجوكى .. حسناً .. ليس لاجلى بل لتذهبي للعمرة التى حلمتى بها دوما .. استيقظى لتذوقى حلواكى المفضلة …
جدتــــــــــــى
رين سمير
إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه