نظر الى كلمة عمليات اعلى الغرفة … اسند راسة تنهد في خوف و ترقب … تذكر صباح اليوم فلقد كان اول يوم عمل لة في عمله الجديد ايقظتة .. اعدت لة الافطار .. ملابسة حتى حذائة جعلتة كالجديد ليظهر بالمظهر اللائق كانت تجاهد حتى لا تشعرة بشئ لكن وجهها الشاحب و العرق الذى يتصبب منها كشف كل شئ
– ربنا معاك و يثبت خطاك – قالتها بصوت واهن –
ماذا بكِ ؟ هل حانت الساعه ؟؟
لا … انت تعلم ابنك شقى يداعبنى بين الحين و الاخر … هيا حتى لا تتاخر في اول يوم عمل
لا لن اذهب و اتركك في مثل تلك الحالة
تعتصر شفتيها في الم لم تستطيع اخفاءة اكثر من ذلك قائلة – كلا انا بخير … هيا لتذهب فلقد وجدنا هذا العمل بصعوبة و يجب ان تتشبث بة لاجلى و لاجل ذلك الصغير القادم – تبتسم في محاولة للمداعبة – هيا لتفطر و تاخذ السندوتشات حتى لا تاكل شئ من الخارج
تغيب عنى لحظات اهرع ابحث عنها اجدها تتحدث في الهاتف .. امى لا تتاخرى علىّ ارجوكى … سلام
حبيبتى … انها والدتى .. احدثها كى تدعو لك بالتوفيق
اضمها في صدرى و شعور العجز و ضعف الاختيار يتملكنى افيق على صوت باب غرفة العمليات … يظهر الطبيب عبوس الوجة ، يتصبب عرقاً نهرول اليه
طمئنا … كيف حالها
يبتسم ابتسامة شاحبة – الطفل بخير … اما الام .. ادعو لها … ان مرت ساعات الليل بخير فلا خوف ان شاء الله
مادت الارض تحت قدمى امعقول تحملت كل ذلك لاجلى …. تذكر يوم ان تلقى خبر استغناء الشركة عنه و من معه نتيجة للخصخصة .. عاد الى البيت لا يعرف لة طريق كل السبل مغلقة امامة كان كمن يحمل جبال الدنيا باسرها على عاتقة فتلقتة هى بابتسامتها المعهودة و كلماتها المطمئنه ” من خلقنا لن ينسانا ” لم تشعرة بقلة حيلتة و نفاذ النقود و سارت تبيع من ذهبها لتصرف على احتياجات البيت دون ان تضجر او تهينة و لو بنظرة لوم …. اندفعت الدموع من عينيه و صوت دعاء امه لها و هى على فراش المرض يتردد في اذنه فلقد اثرت على السهر لمداواتها في وقت تناثر فية اخوته من حولها حتى توفاها الله و هى داعية لها .. و كيف امتصت احزانه .. عوضته .. ملات حياته برقتها و حنانها .
تذكر كيف كانت تستمع لمشاكلة و تجد لها الف حل و تغفر لة هفواتة و تجد لة الف مبرر و مبرر…. تذكر حديث دار بينهم يوما عندما قال لها ضاحكا ً:
كان صديق لى يقول دوماً ان الزوجة الساذجة في البيت نعمة
ابتسمت ابتسامة ذات معنى قائلة – لماذا ؟
تسرب بعض الخجل الىّ نتيجة لغوى في الحديث – لالا ابدا .. فقط لانها تغفر ولا تعى اى اخطاء لزوجها
اقتربت منى نظرت في عينىّ قائلة في همس معلم محب – لا ليست بساذجة بل هى امرأة .. زوجة .. احبت زوجها حتى النخاع فأصبحا شخصاً واحداً فكيف لا يغفر الشخص لنفسة أخطاءة ؟
تنهدت و انا اتذكر احتمالها و تجلدها بعد يوم عمل طويل لتعد لى الغذاء و ملابسي لليوم التالى و تنهى مهام البيت و تستعد لعملها في اليوم التالى حتى اعياها الاجهاد فاصررت على تركها للعمل رغم تمسكها بة كى تساعدنى على المعيشة .
سرت الى شباك المستشفى ثقيل الخطى كشيخ عجوز بلغ من العمر ارزلة نظرت الى السماء اتوسل الى الله …. اتعجل الفجر .. اة لو استطيع .. لمددت يدى اجذب خيوط الفجر من خلف الظلام لتظل محبوبتى و رفيقة دربي في احضانى .
تذكرت طفلى .. ذهبت اختلس النظرات لوجهه الصغير البرئ من خلف الغرفة الزجاجية التمس من عينية الامل يجمع شملنا و ادعو الله .
رين سمير
إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه