جلست بجواره على الأرجوحة في الحديقة منهكة القواه تنهدت ، نظرت إليه :- لقد أرهقني الأولاد جداً اليوم .
ابتسم قبل وجنتي ، أخذني تحت ذراعه نمت على أرجله بدأ يداعب خصلات شعري ، ظلت الأرجوحة تأرجحنا ، نسمات الهواء الصيفية تداعبنا في لطف لتنعش ذكرياتنا ، تنهد :- كم احب الأولاد ، احب العزوة يذكرونني بأخوتي كنا ستة اخوة و أختين لم يتبقى منهم سواي بعد أن قصف الصهاينة بيتنا .
قبلت يده احتضنتها :- لدينا ستة أولاد والسابع في الطريق ، ماذا تريد اكثر من ذلك ؟؟
ضحك انحنى قبلني بن عينيَّ ثم عاد و نطر إلى السماء كان القمر بدراً ، ضحكت :- أتذكر أول لقاء بيننا؟؟
ابتسم :- كيف أنساه ؟ كنتِ مع مجموعه من الزملاء لزيارتنا أنا و مجموعه من الجرحى في الانتفاضة استضافتنا مصر لمعالجتنا .
-و من اللحظة الأولى جذبتني بقوة شخصيتك ، طيبة قلبك ، تصميمك ، جرأتك أهم شئ جرأتك .
ضحك – جرأتي آه رقم تليفونك .
-نعم لا ادري كيف و لماذا أعطيته لك ؟؟!
-لأنك أحببتني
– ماذا ؟؟!
– و لأني أحببتك – ضحك – و كان قدم السعد علىّ أنا و كل الفلسطينيين ، ما أن عدت حتى قامت الحرب .
– كنت سأموت من الخوف عليك .
– ماذا أنا كنت أتحدث معك كل صباح لأني كنت لا أستطيع عمل أي شئ دون أن اسمع صوتك .
– نفس شعوري ، كنت انتظر تليفونك بفارغ الصبر رغم بعد المسافة إلا أنى كنت انتظره ، لكن في الفترة الأخيرة التي ضربت فيها إسرائيل شبكة الاتصالات و تعذر الاتصال بيننا كنت سأجن طوال فترة الثلاثة اشهر الأخيرة .
– أنا أيضا كنت ابحث كالمجنون بأي وسيله أستطيع أن أتحدث معكِ بها إلى أن أعلن وقف إطلاق النار و بدأت مباحثات السلام .
– لكني أطمأنيت عليك أو تذكر اللقاء التلفزيوني الذي أجراه معك مراسل مصر في فلسطين .
– نعم ، عندما طلب مني إجراء اللقاء كنت سأطير من الفرح لأنني سأطمئنك علىَّ.
– أخيرا انتهت الحرب و حررتم الأرض .
– كان عهد علىَّ أنى ما اجعل رجلك أتخطي إلا على ترابنا المحرر .
– نعم تزوجنا ، جئنا بنينا بيتنا وزرعت أنت أجمل حديقة في الدنيا .
– وأنجبت أنت لنا عصافير الجنة .
ضحكت : لكنهم متعبين ، ابتسم احتضن رأسي .
– هيا ندخل البيت لقد بردت الدنيا .
– لا تنسي الثياب البيضاء للأولاد غداً لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى .
– ثانيةً .
– نعم حتى يعرفوا لأجل ماذا حاربنا .
ابتسمت ، نظرت إليه أخذني تحت ذراعه و دخلنا بيتنا سوياً و أغلقنا الباب علينا .
رين سمير
إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه