جلس ينظر لمن حولة في ارتباك نادماً على اللحظة التى وافق فيها صديقة لاصطحابة الى حفل الشعر الاسبوعى المخصص ذلك الاسبوع لتابين شهداء السلام 98 و ما زاد ارتباكة و ضيقة عندما قصدة احد الحضور ليتناقش معه في قصيدة سيتم القاؤها خلال برنامج الحفل لكن ارتباكة لم يدم طويلاً فلقد ظهر مذيع الحفل و طلب التزام السادة الحضور باماكنهم فاتخذ مكاناً ناءياً كانة يختفى عن اعين الناس اطفئت كل الانوار و بدأ المسرح يتلألأ بالألعاب الضوئية ذلك احمر ، اصفر و اخضر في سماء القاعه المظلمة و على استار المسرح …. داعب ذلك المشهد مشهد في خيالة كان قد جاهد ليلقية في بئر النسيان و لكنة اليوم عاد يقفز امام عينية نفس المشهد الذى راة عندما صعد على ظهر السفينة يبحث عن سترة نجاة عندما علم بغرقها كانت اضواء السفينة ترسل اشارات استغاثة .. افاق على صوت المذيع يعلن عن صعود زميلة لالقاء شعر بالعامية … تنهد في ارتياح : هانت و ننهى الليلة دى قالها و هو يصفق لصديقة الذى اتخذ مكانة امام الميكروفون ” بنلف في دواير ” عنوان الشعر قالها صديقة
بنلف في دواير
و الدنيا بينا بتدور
ماشيين في سكة ضلمة
عادت ذاكرتة للعمل من جديد تذكر تعلقة بالسفية و هى تنقسم قسمين لتغرق و تستقر في قاع البحر ، كانت احدى ليالى الشتاء الباردة تلقتهم مياه البحر و ظلت الامواج تصارعهم كأنها تعاقبهم على تواجدهم بها دون استأذان تنهد هز راسة يسترجع وعية ليتابع صديقة
امتى يا بكرة تجينا
و تهد كل سور
اعادت الكلمات جملة على لسان احد من كان معه في مياة البحر بعد غرق السفينة : فاضل اد اية على الفجر
– لية ؟؟
– بستعجل بكرة علشان يشوفونا
– و ما هى الا لحظات و فجاه يصرخ ليغطس في مياة البحر قبل ان ياتية الغد الذى كان يستعجلة و لا يتبق منة سوى بقعه دماء تعاتب سكان البحر لقسوتهم على ضيوفهم الاجباريين تذكر صدمتة و هلعه و هو يصرخ في هستيريا و يقفز على لوح خشبي بجوارة : سمك قرش في سمك قرش يااااااااا رب رحمتك و بكاءة الشديد …….. يتصبب عرقاً يمسح شعرة في عصبية ليتابع صديقة
تايهين جوة المتاهه
عايشين و مش عايشين
بنخاف من بكرة و احنا
من كل شئ خايفين
– بابا انا خايف
– محمود اتشاهد كلنا اموات – في صوت مختنق بالبكاء-
– ما صبركم الا بالله
قفز مشهد محمود والد الطفلين و بصحبتة زوجتة الحامل نظر الية : منين سترة النجاه انا تاية .. ارجوك ساعدنى دول كل اسرتى لو متنا اسمى هيتمحى من الوجود تذكر نفسة و هو يهرول ليحضر سترات النجاة و لكنة لم يتحصل سوى على اربعه فقط فقدم اليهم ثلاثة و احتفظ بواحد فاذا بهم ينهمكوا في الباس الطفلين ثم يقفوا ليلبس الزوج الزوجة سترة النجاة فتنتزعها عن نفسها لتردها الية و كل منهما يحاول اقناع الاخر باهميتة للاسرة اذا مات احدهما . نزلت الدموع من عينية و هو يتذكر جثثهم الثلاثة و هى طافية على سطح البحر الا الطفل الذى اشفق البحر علية فالقاة فى احضانى بعد يوم كامل من العذاب
ابتلع لعابة بصعوبة و هو يبتسم ليتذكر هذيان الطفل عندما راه و اخذ ينادية : ماما .. ماما تعالى خدينى
كم جعله هذا الطفل بضعفة يتمسك بالحياه و يصارع لاجلهما سوياً
نظر لصديقة بعينية الدامعه و هو يكمل
لكن برغم كل شئ
و تحت اى ظروف
لسة بنحلم ببكرة
و وسط الظلام بنشوف
فإذا بصفير الجمهور و تصفيقة و الانوار التى اضاءت ظلام المسرح لتنتشلة من ذكرياتة الحزينة الى لحظة وصول النجدة
نظر الية صديقة من على المسرح مبتسماًفرد علية بهزة راس بأنة وعى ما ارادة صديقة من مواجهة كل كوابيسة ليبدء من جديد.
رين سمير
اهداء الي من اعاد للوجود الوانه