اضطربت دقات قلبي و مذيع الحفل يقول اسمى في رنة موسيقية لذيذة ، نظرت لزوجى الممسك بيدى ابتسم ابتسامة مشجعه ، ربت على يدى .. اسلمت نفسى لاضواء القاعه تتابعنى حتى صعدت درجات السلم صافحت كبار المسئولين الذين داعبونى ببعض الكلمات التى لم اسمع منها سوى بضعه احرف بسبب التصفيق الذى عم القاعه فقابلتهم بابتسامة و هزة راس تنم عن العرفان تسلمت جائزتى و انا اطلق بعض التنهدات لأحث رئتاى على العمل بعد ان ظننت ان كل اجهزتى الداخلية توقفت من الفرحة .
دعانى مقدم الحفل لالقى كلمة في يوم تكريمي .. ما ان استقبلت الميكرفون حتى شعرت بتوتر شديد كنت كطفل صغير لم يتعلم الحديث بعد .. بحثت عنة لم تجدة عيناى بصعوبة .. تعلقت بة استمد منة الطمأنينة كعهدى دائماً ابعد كاميرا الفيديو عن عينية قالها دون صوت ” بحبك ” .. ابتسمت ثم بدات في الحديث الروتينى لتلك المواقف بشكر المسئولين و المنظمين للحفل و لكن قفز الجميل الذى يجب ان اعترف بة امامى كى اعطية بعض حقة فوجدت الكلمات تنساب من شفتى
” في البداية احب ان اقول لكم شيئاً قرائي الاعزاء فإن كان حقاً لقبي بالمبدعه فإن ابداعى يحتاج مبدعون اكثر ابداعاً كى يكتشفوة و يصفوه بكلمة ابداع و احمد الله انة قد حبانى بقراء مبدعون مثلكم – علا صوت التصفيق في القاعه و إذا بة يبتسم ابتسامة اعجاب على كلماتى – اسمحو لى ان اعرفكم على من اكتشف و اخرج هذا الابداع من داخلى بعد ان اعتقدت ان الدنيا قد اغلقت ابوابها امام وجهى – بدات الزكريات تتوالى في مخيلتى تذكرت فترة الآكتئاب التى تملكتنى بعد وفاه طفلىًّ و جدتهما في حادث و كيف استسلمت للاحزان فكان هو طوق النجاة لأنقاذى مما انا فية بحثة و دفعة الدائم لى على الكتابة و توظيف العبارات للتعبير عن ما بداخلى .
تذكرت يوم فاجئنى بنشر اولى قصصى في اشهر جريدة رسمية كهدية عيد ميلادى و كيف قاسى مع الناشرين يقنعهم بي كى ينشروا كتاباتى و كعهدهم الدائم التخوف من النشر لصغار الكتاب حتى فاجأنى باول نسخ كتابي الاول يطلب منى اهداء علية كهدية عيد زواجنا و عندما سألتة من اين المبلغ تهرب و لكنى علمت انة قد باع ميراثة في ارض ابية التى كان يعشقها لانها كانت تذكرة بطفولتة و عائلتة فكان يهرع اليها يلتمس منها الامل و الامان كلما ضاقت بة الدنيا ، و عندما انبتة على ذلك قال ” قطعه الارض هذة استمتع بها انا وحدى اما كتاباتك فسيستمتع بها المئات بل الملايين “
و عندما لم يباع من الكتاب سوى بعض النسخ و بدأ شبح الخسارة يلوح لنا في الافق و بدأ يتملكنى مرض الهزيمة سارع بحملة اعلانية استدان بسببها بمبالغ طائلة حتى بيعت الطبعه حتى اخرها و طلبت طبعات اخرى لنفس الكتاب سدد منها ديونة لكنى لم استطع استرجاع ارضة
من احدثكم عنة بمثابة شمعه تحترق دائماً لتضئ حياتى فلا تمل هى الاحتراق و ادمنت انا نورها فارجوكم قرائي الاعزاء ان تحتفلوا معى بشمعتى و المبدع الحقيقي لما اكرم من اجلة اليوم .
عم تصفيق حاد كاد يرج اركان القاعه و سلطت الاضواء علية و هو يصعد درجات المسرح لم اشعر بنفسى الا و انا اسلمة جائزتى و اصفق له قائلة نعم … فهكذا يكرم المبدع الحقيقي.
رين سمير
إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه