ألحت علىَّ إحدى صديقاتي لنذهب إلى أحد معارف والدها الذي يعمل في إحدى الشركات الخاصة لنسأله عن فرصة عمل استقبلنا صديق والدها احسن استقبال و عندما علم بسبب حضورنا قال :- إن من في يده التعيين أستاذ ميسر ، ضحكت قائله يا ميسر الحال يا رب ، ضحك الرجل و أخذنا إلى مكتب الأستاذ ميسر عندما دخلنا لفحنا التكييف بهوائه البارد و بهرنا المكتب بمدى فخامته و بهظ ثمن أثاثه الذي يدل على مكانة صاحبه في الشركة ، دعانا الأستاذ ميسر للدخول و الجلوس بجوار مكتبه ، ما أن جلسنا حتى استأذن صديق والد صاحبتي لأنشغالة ، تنحنح الأستاذ ميسر و كان رجلاً ضخم الجثة تظهر عليه علامات الغنى و الراحة فمن كثرة ثقل وزنه كان يجد صعوبة في الكلام و ينهج كثيراً أثناء الحديث بدأ حديثه عن الظروف التي تمر بها البلد هذه الأيام و البطالة و قلة أو تكاد تنعدم فرص العمل في الشركات أو المؤسسات خاصة أو حكومية و أن من لا يعرف كمبيوتر و لغة يعتبر جاهل و عندما سألته عن تقديمي للدراسات العليا قال :- إنها ليس لها أهميه و أن كل الأهمية الآن للغة و الكمبيوتر و الخبرة التي لا تقل عن خمس سنوات ، سألته : عندما تبحث شركتك عن خبره و غيرها و غيرها فمن يعيننا نحن الشباب ؟؟!
فوجئ الرجل بالسؤال و تهرب من الرد عليه ثم عاد ليدخل في نفس سياق الحديث السابق ، انتهى الكلام أو بمعنى آخر التلميح و كل لبيب بالإشارة يفهم ، خرجنا من مكتبه في ذهول أم في حزن أم في غضب لم نستطع التحديد حتى أننا نسينا أن نسلم على صديق والد صاحبتي ، ما أن وصلنا إلى محطة الترام حتى انفجرت في الضحك نظرت إلى صديقتي في دهشة :- ما الذي يضحكك؟!
– لم اصدق المقولة أن الدنيا مليئة بالمتناقضات حتى قابلت الأستاذ ميسر ترى عندما يكون اسم هذا الرجل ميسر فعلى من يطلق اسم معسر أو معقد ؟؟!
رين سمير
إهداء إلى كل من أعاد للوجود الوانه